اكتشف أطباء تايوانيون أن الاكتئاب يمكن أن يسبب تلفاً في الدماغ, لذلك ينصحون بضرورة أن يتناول مرضى الاكتئاب الأدوية اللازمة لعلاج تلف خلايا الدماغ والاكتئاب.
وأجرى أطباء في مستشفى "تسو تشي" هذه الدراسة لاكتشاف ما إذا كان الاكتئاب الذي يتفشى في العديد من الدول يمثل مشكلة نفسية أم أنه مرض عضوي.
واعتمدت الدراسة على 20 رسالة علمية في دول مختلفة حول بنية الدماغ عند مرضى الاكتئاب, حيث تم تحليل هذه البنية بواسطة أجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي.
وخلص الأطباء إلى أن المصابين بالاكتئاب لا يشعرون بالحزن فحسب، بل يعانون كذلك من مرض في الدماغ.
فقد أظهر تحليل التصوير بالرنين المغناطيسي أن المادة الرمادية بالقشرة الحزامية الأمامية المسؤولة عن الاستجابات العاطفية والإدراك الاجتماعي مصابة بالتلف، وفقاً للدراسة التي أجريت تحت قيادة الدكتور لاي تشين هان.
ودعا مستشفى "تسو تشي" 15 شخصاً يعانون من الاكتئاب إلى تناول الأدوية المضادة للاكتئاب على مدار ستة أسابيع، علماً بأنهم لم يتناولوا سابقاً أياً من هذه الأدوية قط.
ونتيجة لتناول الأدوية زادت المادة الرمادية في القشرة الحزامية الأمامية في الدماغ لديهم.
يقول الدكتور لاي إن هذا يبين أن الأدوية المضادة للاكتئاب يمكن أن تقلل من تلف المادة الرمادية بالقشرة الحزامية الأمامية أو تعالج هذا التلف، مما يبعث الأمل في تخفيف حدة الاكتئاب أو علاجه.
وأضاف "ندعو مرضى الاكتئاب إلى السعي وراء العلاج, فإذا ما أطلقوا العنان لاكتئابهم ليزداد حدة فإن ذلك سيؤثر على وظيفة المخ ويسبب انكماش البنية الدماغية لديهم على المدى الطويل".
ورغم ذلك يقول تانغ تسونغ تساني (وهو طبيب نفسي من مستشفى الكاردينال تين): "ينبغي عدم النظر إلى الاكتئاب على أنه مرض عضوي بحت".
وأكد تساني أن الاكتئاب يرجع إلى العديد من العوامل، ومن بينها العوامل الوراثية والسمات الشخصية والأحداث التي تسبب جراحاً نفسية، مضيفاً أن الأدوية جزء من العلاج بينما تمثل الاستشارة النفسية الجزء الآخر ويجب عدم إهمالها.
دي بي آي