واشنطن: كشف أطباء أمريكيون عن إنجاز طبي جديد قد يزيل الحاجة لعمليات القلب المفتوح لدى بعض المرضى من خلال زرع نوع جديد من صمامات القلب المصنوعة من أنسجة البقر عن طريق القثطرة.
وهذا النوع من الصمامات مخصص للمرضى الأكثر عرضة للخطر الذين يعانون من ضيق شديد في الصمام الأبهر، وهو ما يمنع مرور الدم الغني بالأكسجين ويجعل القلب يعمل بجهد أكبر لضخ الدم عبر فتحة ضيقة.
عملية بدون جراحة:
وتصيب هذه الحالة نحو تسعة بالمئة من الأمريكيين فوق سن الخامسة والستين، ويموت نصفهم في غضون عامين إن لم يتلقوا علاجاً.
وتتم تقنية إدخال الصمام الحيوي البديل عبر أنبوب في الشريان بدون جراحة، وقد أظهرت هذه التقنية ان معدلات البقاء على الحياة بعدها توازي معدلات البقاء بعد الجراحات التقليدية، لكنها ترفع احتمالات الإصابة بسكتات دماغية وغيرها من المضاعفات القلبية الخطرة.
وأتت هذه الابحاث في إطار دراسة "بارتنر" التي امتدت لمدة سنوات، وهي أول تجربة تشمل عينة عشوائية من المرضى وتقارن بين الطريقتين، وقد عرضت نتائجها خلال مؤتمر لجمعية اميركان كوليدج أوف كارديولوجي في مدينة نيو أورلينز.
ويقول كريغ سميث رئيس كلية الأطباء التابعة لجامعة كولومبيا وأحد المشرفين على الدراسة "كان التقدم ملحوظاً على مدى سنوات".
وخفضت هذه الطريقة التكاليف الناتجة عن إعادة إدخال المرضى الضعفاء المسنين إلى المستشفى وقد بينت الأبحاث أنها تساعد في رفع متوسط العمر المتوقع بمعدل 1.9 سنة.
وتجرى هذه العملية في أوروبا لكنها لم تحظ بعد بموافقة وكالة الأغذية والعقاقير في الولايات المتحدة التي لا تزال تعتبر الصمام أداة تجريبية.
نقطة تحول:
ويقول ديفيد موليترنو، استاذ الطب في جامعة كنتاكي "هذا حدث تاريخي سيعتبر على الأرجح من أهم الخطوات في الطب الوعائي القلبي".
يضيف انه بعد عملية توسيع الشرايين بواسطة البالون واختراع دعامات شرايين القلب، ستعتبر هذه نقطة التحول التالية المهمة.
وقد قارنت الدراسة النتائج المتعلقة بـ699 مريضا يبلغ متوسط عمرهم 84 عاما خضعوا إما لعملية استبدال الصمام الأبهري بالقثطرة القلبية أو لعملية قلب مفتوح لاستبدال الصمام الأبهري.
وأظهرت النتائج الأولية للدراسة بعد 30 يوما من إجراء العملية أن معدل الوفيات لدى المجموعة الأولى كان أقل منه لدى المجموعة الثانية وبلغ 3.4% مقارنة بـ 6.4%، ثم تعادلت معدلات الوفيات بعد مرور سنة.
وشهدت المجموعة الأولى أيضا نسبة أقل من النزيف الحاد، حيث بلغت 9.3% مقارنة بـ 19.3% لدى الذين خضعوا لجراحة.
كما شهدت المجموعة الأولى نسبة أقل من عدم انتظام نبض القلب حيث بلغت النسبة 8.6% مقارنة بـ 16% في المجموعة الأخرى.
ويقول سميث "إن هذه النتائج تظهر أن استبدال الصمام الأبهري بواسطة القثطرة القلبية بديل ممتاز لعمليات القلب المفتوح لدى المرضى الأكثر عرضة للخطر".
العربية.نت