معرفة الضرر قبل وقوعه

سان فرانسيسكو (كاليفورنيا)- اطلقت شركة اميركية جديدة بالتعاون مع عدة خبراء طبيين تحاليل جينية متوافرة لمختلف الشرائح الاجتماعية، معلنة انها تقدم الخدمة الاكثر شمولية والاقل كلفة.

وتقع شركة "باثواي جينوميكس" في سان دييغو في كاليفورنيا، في الولايات المتحدة وتملك ترخيصا من السلطات المحلية والفدرالية. وتعد الشركة بتحليل شامل للحمض النووي في متناول الجميع تبلغ كلفته 250 دولار للمساعدة على كشف احتمال الاصابة بداء السكري او الزهايمر مثلا.

وكانت شركة "23 اند مي"، التي تشارك في ادارتها آن ووجسيكي زوجة احد مؤسسي غوغل سيرغي برين، اطلقت في العام 2006 خدمة تحاليل بقيمة 999 دولار خفض ثمنها في العام الماضي الى 399 دولار. وقدمت الشركة الاربعاء الخدمة الاقل كلفة بقيمة 99 دولار فقط.

وتقول "جينوميكس" انها قادرة على الحفاظ على هذا المستوى من الاسعار المتدنية مع دقة عالية في التحاليل بفضل مختبر يعتمد احدث الاكتشافات في السنوات الاخيرة في مجال التحاليل الجينية.

ويقول مؤسس المجموعة جيم بلانت لوكالة فرانس برس ان "الزبائن مهتمون جدا بتحسين لياقتهم البدنية وصحتهم" موضحا ان "نسبة كبيرة من الطلبات اتية من اوروبا واميركا الجنوبية والشرق الاوسط".

ويمكن للزبائن المهتمين شراء العدة المخصصة لعينات اللعاب وارسالها بالبريد الى المختبر.

يتلقى الزبائن النتيجة بعد اسابيع قليلة، وهي تشمل معطيات حول الاضطرابات الصحية المحتملة نظرا الى السمات الجينية الخاصة بالشخص بالاضافة الى معلومات حول سوابق جينية تعود الى 150 الف سنة.

يترأس ديفيد بيكر فريق الخبراء العلميين في "باثواي جينوميكس" وهو كان حدد في العام 2008 الجينات المرتبطة بالاستعداد للاصابة بمرض الزهايمر.

ويعتبر بيكر ان "علم الوراثة يسمح لنا بمعرفة جسدنا بشكل يتيح لنا تعزيز صحتنا والحد من المخاطر. الوراثة هي جزء لا يتجزأ من الانسان، وهدفنا هو وضع خارطة طريق للتعاون مع الجسم الطبي من اجل ادماج هذا العلم في الخدمات الطبية".

وينظر الاطباء الى التحاليل الجينية بشيء من الريبة نظرا للاثر المدمر الناتج عن اكتشاف الاستعدادات المرضية، لاسيما ان لم يتمتع المريض بالمرافقة المناسبة. الا ان هذه التحاليل لا تجرى لاهداف طبية دائما، اي يمكن للابوين المستقبليين مثلا اجراءها لمعرفة ما يمكن ان ينقلاه لطفلهما.

لذا لا تقدم "جينوميكس" خدمة التحليل وحدها بل تقدم ايضا خدمة متابعة لهذه المعلومات لكي يكون نمط الحياة والوراثة عاملا مؤثرا على الصحة.

ويشير بيكر الى ان "السمات الجينية، وعلى الرغم من اهميتها، لا تكشف سوى جزء بسيط من المعلومات الصحية للفرد. ولكي يحد المرء من المخاطر المعرض لها عليه ان يعي التغييرات التي يجب ان يجريها على نمط حياته".

وقال سيرغي برين في شهر سبتمبر/ايلول انه اكتشف بفضل تحليل لشركة زوجته "23 اند مي" ان لديه استعدادا للاصابة بمرض باركينسون وهو يحاول الاستفادة قدر المستطاع من هذه المعلومة.

واضاف برين "جعلني ذلك في وضع فريد نوعا ما فامامي الان خيار تغيير نمط حياتي للحد من هذا الخطر".